Translate

السبت، ٣٠ يونيو ٢٠١٢

خريف صلالة

صلالة هي المدينة الرّئيسيّة لمنطقة ظفار لجنوبيّ عمان,
و هي تقع على بقعة الشّرق الأقصى للعالم العربيّ إلى
الشّرق, لأنه خارج الخليج العربيّ ( الخليج الفارسيّ ) 
الذي جعله ميناء مهمّ جدًّا في المنطقة, الذي أهّله أن
يكون الميناء الرّئيسيّ للشّرق الأوسط .
الخريف في صلاله الموسم الذي يبدأ فلكيا في
21/6 الى 21/9 من كل عام له خصوصيته المناخية 
على مستوى المنطقه والتي جعلت الطقس استثنائي
وظاهرة متفردة ترسل نسمات الهواء العليل والغيوم
المعبقة بالرذاذ والتي يستمتع بها مئات الالاف من 
المواطنين والمقيمين والزوار والسياح من مختلف 
أنحاء العالم . يتميز موسم الخريف بجمال وتألق
خضرته التي ترسم على الجبال لوحة طبيعية
مبهرة تبعث في النفس بهجة وتنثر في الأحاسيس 
طربا وتمنح القلب دفئا وطمأنينه بعيدا عن صخب 
الحياة لذا فإن موسم الخريف يعتبر من أفضل
المواسم السياحية في المنطقه وأكثرها ملاءمة
لقضاء أروع العطلات مع العائلة مليئة بالذكريات
الطيبة التي ستظل راسخة في الذاكرة

مليون زائر لمركز البلدية الترفيهي

شيد مركز البلدية الترفيهي بسهل اتين خصيصا 
ليكون المقر الرئيسي لإستضافة معظم فعاليات
مهرجان خريف صلاله , ويضم المركز منشآت
مختلفه تقام فيها الفعاليات والأنشطة المتعددة
للمهرجان من مسرح رئيسي بكافة تجهيزاته
واخر مفتوح وقرية تراثية ببيئاتها البدوية 
والريفية والحضرية والبحرية والزراعية ,
وصالات لإقامة المعارض والعروض الترفيهية
والأنشطة الإجتماعية , وقرية الطفل مجهزة
بكافة الوسائل المتعلقه بأنشطته وتسليته
ومراكز للخدمات الأخرى وبحيرة للقوارب المائية ومدينة للألعاب 

الطقس في صلاله

جوّ صلالة غريب جدًّا طبقًا لجوّ الخليج, في 
الصّيف هو أجمل جوّ في هذه المنطقة ( المطر
و الجبال الخضراء ) لكنه ساخن جدًّا في بلاد 
الخليج الأخرى والطقس ممتاز خصّيصًا في الصّيف
( الخريف ) عندما يسقط المطر و الجبال تلبس اللون الأخضر .



 


الخميس، ٢٨ يونيو ٢٠١٢





‏تحظى الحلوى العُمانية بشهرة واسعة داخل وخارج البلاد ، حيث تعرف بأنها رمز ‏عماني للكرم والأصالة ، ذلك لأنها مرتبطة بالإنسان العُماني إرتباطاُ وثيقاً تمثل ماضية العريق ‏وعاداته وتقاليده وأسلوب حياته . ‏

ويدخل في صناعة الحلوى مواد عديدة منها النشا والبيض والسكر والماء وكذلك السمن ‏والمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد الذي يجلب عادة من الحبل الأخضر ، حيث تُخلط ‏هذه المواد بنسب ومقادير محددة بمعرفة الصانع العُماني الماهر وتوضع في (المرجل) ، وهو قدر ‏كبير خاص بالحلوى ، لمدة لا تقل عن ساعتين .‏

وتصنع الحلوى على مواقد الغاز أو الكهرباء إلا أنهُ يفضل أن تصنع على مواقد الحطب ، ‏وخاصة ذلك المستخرج من أشجار ( السمر ) لصلابته ولأنه لا ينبعث منه رائحة أو دخان . ‏

كما أن الحلوى يمكن أن تحتفظ بجودتها لأكثر من أربعة أشهر بدون أجهزة أو مواد حافظة ‏‏. ‏

وعادة ما تقدم الحلوى في (الدست) ، وهو طبق دائري كبير خاص بالحلوى ، إلا أنه ‏تختلف نوعيات وأحجام أواني التقديم فمنها الفخار والمعدن والبلاستيك ، وذلك حسب الطلب ‏ونوع المناسبة . ‏

فالحلوى رفيقة العماني في أفراحه وأتراحه ، فلا يخلو بيت عُماني من الحلوى العمانية ‏خاصة أوقات الإحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية وغيرها ، إنها بحق زينة الموائد ‏العُمانية . ‏




النقود في عمان

من المعروف أن أغلب المبادلات التجارية في شبة الجزيرة العربية منذ عهد الرسول (ص) ‏وما قبل ذلك كانت تتم بالمقابضة سعلة بسلعة أو خدمة ، أما النقود المستعملة في ذلك الوقت ‏هي البيزنطية والساسانية .‏

وصدرت أول عملة في العالم الإسلامي في دمشق سنة 77م في عهد الدولة الأموية ، ‏حيث صدر الدينار الأموي الذهبي . ‏

ويسجل التاريخ أول دار إسلامية لسك النقود في شبة الجزيرة العربية كانت عُمان وتعود ‏لسنة 81 هـ الموافق 700م ، حيث تم ضرب أول قطعة نقدية حملت إسم عُمان وكان الدرهم ‏الأموي الفضي في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان حيث يعد سبقاً هاماً لعُمان في مجال ‏المسكوكات ، كما أن أول قطعة نحاسية معروفة تحمل إسم صحار تعود لسنة 41 هـ صدرت ‏بإسم والي صحار روح بن حاتم . ‏

وبفضل موقعها الجغرافي وتواصلها الحضاري مع مختلف الشعوب منذ القدم قامت عُمان ‏بدور تجاري مهم ، فكان البحارة العمانيون على معرفة بطرق التجارة الممتدة على طول سواحل ‏الجزيرة العربية وشرف أفريقيا والهند والشرق الأقصى ، ومن خلال ممارستهم للتجارة إكتسب ‏العُمانيون معروفة بنقود العديد من البلدان . ‏

وأوضح دليل على نوع النقود المتداولة قديماً في عُمان ، ما تم إكتشافة في ولاية سناو ‏سنة 1979م حيث تم العثور على كنز يحتوي على العديد من القطع النقدية القديمة الساسانية ‏والأموية والعباسية بالإضافة إلى قطعتين فضينين ظهرتا بدون تاريخ يُرجع بعض الباحثين أنهما ‏ضربتا بأمر الإمام غسان بن عبدالله (807 ــ 824م) . ‏

ومن مراكز ضرب النقود في عُمان (ظفار) ، حيث يوجد لدى الجمعية الأمريكية لقطع ‏النقود في نيويورك درهم مؤرخ سنة 689هـ ، حيث كان حكام بني رسول في ظفار هم السلطة ‏الوحيدة التي قامت بإصدار العملات المعدنية في عُمان في ذلك الوقت . ‏

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الإمام سلطان بن سيف اليعربي قضى 12 سنة في بناء ‏قلعة نزوى العظيمة وهو مشروع بقول المؤرخون بأنه كلف لكوكاُ من الربيات الهندية مما يوحي بأن ‏النقود الهندية كانت العملة الرئيسية في عُمان في ذلك الوقت ، ولا شك في ذلك فالتجارة الرابحة ‏لتصدير الخيل والتمور واللبان واللؤلؤ إلى الهند جلبت إلى عُمان النقود الذهبية والفضية ‏والنحاسية التي كان يسكها سلاطين دلهي . ‏

ومن أشهر العملات الأوروبية المستخدمة في عُمان والجزيرة العربية دولار ماريا تريزا ما ‏يعرف محلياً بالريال الفرنسي وكان الطلب عليه هائلاً لدرجة أن دار الضرب النمساوية كانت ‏تواصل سك هذه العملة حتى بعد وفاة ماريا تريزا سنة 1780م مع الإحتفاظ بالتاريخ نفسه ‏منقوشاً على العملة لمدة طويلة . ‏

ولأن هذه القطعة الكبيرة (دولار ماريا تريزا) ليست ضمن تشكيلة تضم فئات أصغر ‏منها وتُسهل إجراء المعاملات المحلية ، فكانت النقود المعدنية الهندية (الفضية والنحاسية) هي ‏المتداولة لسد هذه الثغرة في غياب عملة وطنية . ‏

لذلك وفي عهد السيد سعيد بن سلطان ، كان دولار ماريا تريزا والنقود الهندية هي ‏العملة المستخدمة في مسقط وزنجبار وكانت النقود النحاسية يُطلق عليها (آنه وغازى) . ‏

وحين تسلم السيد برغش بن سعيد الحكم في زنجبار تم إصدار عملة خاصة في زنجبار ‏سُكت في بروكسل نقش عليها عام 1299هـ ، وكان مُسمى العملة الريال (فضة) وهو مقتبس من ‏النظام الأوروبي والبيسة (نحاسية) وإقُتبست من النظام الهندي . ‏

وفي عهد السلطان فيصل بن تركي ظهرت أول نقود تحمل إسم مسقط سنة 1311هـ ‏وبها رسم بقلعة الجلالي ، وكانت تستعمل جنباً إلى جنب مع دولار ماريا تريزا . ‏

وفي سنة 1939م أمر السلطان سعيد بن تيمور بضرب العملة المعدنية (البيسة) ونقش عليها ‏رسم الشعار الوطني ، وحملت إسم ظفار ، مرسوم عليها الواثق بالله سعيد بن تيمور سلطان ‏مسقط وعُمان ، ثم ظهر النصف الريال الظفاري في سنة 1948م على شكل عملة فضية وعليها ‏الشعار الوطني ، بعد ذلك وفي سنة 1958م ظهر الريال السعيدي وهو عملة فضية .‏

أما أول عملة وطنية موحدة على شكل أوراق مالية ونقود معدنية فهي الريال السعيدي ‏، وبدأ التداول بها في شهر مايو سنة 1970م ولاقت قبولاً واسعاً في كافة أنحاء البلاد .‏

وعند تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ لعبت ‏العملات الجديدة دوراً رئيسياً في تحول عُمان إلى دولة حديثة ، وتمكن جلالتهُ بحكمته من توجيه ‏موارد البلاد لإحداث التحول الاجتماعي والإقتصادي والتنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة . ‏

وأول إسهام جوهري للنقود في مسيرة عُمان هو تخليد أولى الخطوات التي اتخذها جلالتهُ ‏، فقد أمر بان تحمل النقود التي أمر بسكها عام 1971م إسم سلطنة عُمان تجسيداً للوحدة ‏الوطنية ، وبعد ذلك تم تغيير إسم وحدة العملة من الريال السعيدي إلى الريال العُماني . وفي ‏‏22/4/1971م أصبحت السلطنة عضواً في كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي . ‏

وفي عام 23 يوليو 1972م الذي يصادف الذكرى الثانية للعيد الوطني ، وضع الإصدار ‏الثاني من العملة العُمانية قيد التداول ، وحَلَ مجلس النقد العُماني محل نقد سلطنة مسقط وفي ‏عام 1974م حَلَ البنك المركزي العُماني محل مجلس النقد العُماني ، وفي عام 1976م وضع ‏الإصدار الثالث من الأوراق النقدية موضع التداول في ذكرى العيد الوطني السادس عام 1976م ‏

وفي 23 يوليو 1982م يوم النهضة العمانية أصدر البنك المركزي ورقة نقدية فئة 50 ريالاً ‏، وفي 1/1/1985م أصدر البنك المركزي ورقة نقدية من فئة 200 بيسة ولاقت هذه الورقة ‏إقبالاً أكثر من الورقة النقدية من فئة ربع ريال (250 بيسة) ، وبذا أصبحت فئات الريال العُماني ‏من العملة الورقية هي : 100 بيسة ــ 200 بيسة ــ 500 بيسة ــ ريال (1000 بيسة) ــ 5 ‏ريالات ــ 10 ريالات ــ 20 ريالاً ـــ 50 ريالاً عمانياً ، أما أبرز العملة المعدنية المتداولة فهي 5 ‏بيسات ــ 10 بيسات ــ 25 بيسة و 50 بيسة ، وفي نفس العام (أي 1985) بدأ البنك المركزي ‏العماني بإستبدال الإصدار الثالث من الأوراق النقدية بمجموعة جديدة تحمل صورة صاحب ‏الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ وذلك يعد الإصدار الرابع للعملات ‏النقدية العمانية وبالإضافة على ما تم إستعراضه يقوم البنك المركزي بإصدار العملات التذكارية ‏تخليداً للأحداث الهامة والمناسبات الوطنية في مسيرة النهضة المباركة . ‏

الخميس، ٧ يونيو ٢٠١٢

سلطنة عمان


ليس من قبيل المصادفة أن دولاً بذاتها لعبت دوراً حضاريا فاعلاً في عمر البشرية ، ‏بينما دولاً أخرى لعبت دوراَ متواضعاَ , فالموقع الجغرافي لبلد ما يعد محطة لشبكة من ‏العلاقات والقيم الحضارية , وقد إعتبر بعض المؤرخين الموقع بمثابة محظة الموارد ‏الطبيعية للثروة القومية وعدها رأسمالاً طبيعياً وسياسياً أصيلاً .‏

بل أن الموقع الجغرافي يعد في حالات كثيرة الرأسمال الحقيقي لعدد من الدول التي ‏إستثمرت موقعها بجدارة فائقة .‏

وعمان تعد واحدة من الدول التي يصعب فهم تاريخها خارج إطار جغرافيتها , لأن ‏إمكانات الموقع لا تحقق نفسها بنفسها بل من خلال الإنسان , ولأن هذه الإمكانات لا ‏تظهر كاملة كطفرة واحدة وإنما تنمو وتبرز وتتطور في عملية حركية حيث تتفاعل ‏العناصر الجغرافية والتاريخية بحركة منتظمة أحياناً وعشوائية في بعض الأحيان .‏

وهكذا إكتسب موقع عمان أهميته عبر قرون وحقب تاريخية من خلال مراحل محددة ‏ومتميزة كل مرحلة تنكشف فيها طاقات جديدة محصلتها في النهاية رصيد ضخم من ‏التراث الحضاري .‏

وإذا كانت عمان تتميز بموقع جغرافي فريد بحكم تميز حدودها الجغرافية الطبيعية فإن ‏هذا الموقع قد حفظ لها شخصيتها المستقلة وأصبح إتصالها بالبحر من سماتها الواضحه ‏وكان تنوع أقاليمها الجغرافية في مقدمة العوامل التي جعلت من جغرافية عمان رصيداً ‏قومياً ضخماً , فإمتداد السواحل لأكثر من 1700 كيلومتر وتميزها بكثرة الخلجان ‏الطويلة العميقة , وفي الداخل جبال بها سفوح سكنها الإنسان العماني منذ أقدم العصور ‏إلى أودية إنحدرت من هذه الجبال وشكلت منظومة طبيعية إضافة إلى الصحاري التي ‏كانت دائماً متنافساً للقبائل الضاربة في الصحراء .‏

لقد ضمن كل هذا التنوع مساحة من الأرض تقدر بـ 312 ألف كيلومتر مربع , بيد أن ‏عمان الحالية لا تمثل بلاد عمان في السابق , فقد كانت تشمل بعض الأقاليم المجاورة ‏حيث كانت تمتد جنوباً حتى الشحر وغرباً حتى الربع الخالي وتتصل بالبحر من الجهات ‏الشرقية والجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية وتحد من الشمال بالبحرين .‏

لقد كان كل هذا التفرد في الموقع نتيجة هامة حيث سلك العمانيون طريق البحر ونبغوا ‏في ركوبه والاستفادة منه حتى اصبحت بلادهم قاعدة الخليج الأولى التي تتحكم في ‏مداخلة من الجنوب وحلقة الوصل الرئيسية بين عالمين عالم الشرق الأقصى ممثلاً في ‏الهند والصين وجنوب شرق أسيا من جهة وشرق إفريقيا ومصر ومنها إلى غرب ‏أوروبا من جهة أخرى .‏

واللافت للنظر في جغرافية عمان أن إرتباط اليابس بالبحر يعد قاعدة إستراتيجية حيث ‏وجد العمانيون أنفسهم أمام وضع جغرافي جعلهم في حالة من الإستنفار الدائم .‏

لذا فإننا نستطيع ان نقول أن التوازن بين البحر واليابس شكل حلقة من حلقات النضال ‏المتواصل ومن أجل ذلك فقط إرتبط الماء باليابس في منظومة متناغمة شكلت في ‏مجملها كل هذا التراث التاريخي الضخم .‏

وإذا كانت ثمة خاصية واحدة تميز بها موقع عمان الإستراتيجي إستمرت وأصبحت من ‏الثوابت فتلك الخاصية هي إنها كانت دائماً إقليماً فاعلاً , قطب قوة وقلب إقليم , حتى ‏وهي محتلة أو مجزأة فلقد كانت مركز دائرة وليس هامش دائرة أخرى .‏

لا شك إن هذه الخصوصية الجوهرية التي تكاد تنطوي على متناقضات مثيرة لا يمكن ‏إرجاع اسبابها إلا إلى جذور جغرافية أصيلة .‏

والحقيقة المؤكدة في شخصية عمان الإستراتيجية هي إجتماع موقع جغرافي أمثل مع ‏موضع طبيعي مثالي وذلك في توازن وتناغم عجيبين , فإذا كانت الصحراء دائماً من ‏ظهر عمان تدق بإستمرار على بابها الخلفي منذرة بالخطر وإستنفار الهمم فإن البحر ‏بغموضه وتحدياته كان يدق من الجانب الآخر , وهكذا عاشت عمان دائماً في حالة من ‏الخطر الذي يتناسب طردياً مع أهمية الموقع إلا إنه خطر من النوع الذي يثير الهمم ‏ويفتق الذهن ويبعد الإنغلاق .‏
وإذا كانت الجغرافية وراء السياسة فلعلها تنفق بشكل لافت مع عمان التي تعكس ‏شخصيتها الإستراتيجية ملامح سياستها الخارجية والداخلية بدقة متناهية بما يؤكد مقولة ‏ديجول الشهيرة ((الجغرافية هي قدر الأمم ‏‎((‎‏ بل هي العامل الثابت في صناعة التاريخ ‏‏, لذا فقد قدر لعمان أن تكون قوة برمائية تضع قدماً على اليابس وأخرى على الماء ‏وتجمع بذلك بين ضفتي قوة البر والبحر بدرجات متفاوتة , لكن في الغالب كان نداء ‏البحر أقوى من جاذبية القاعدة وفي جميع الحالات التي إنطلق فيها العمانيون عبر ‏المحيطات والبحار كأن البحر واليابس يتفاعلان بطريقة متناغمة فاليابس عمقاً ‏إستراتيجياً لتربية الرجال وزراعة الأرض وصنع الحضارة , والبحر مجالاً حيوياً ‏لتصدير تلك الحضارة والقيم الإنسانية .. وهكذا تحققت كل الأعمال الكبيرة حينما إرتبط ‏البحر باليابس وتفاعلا معاً في منظومة جغرافية مثالية لا تتكرر كثيراً .‏